من موقع العرب 22
الفنان المبدع ردفان المحمدى، من مواليد مدينة تعز 1985، يقيم فى القاهرة، نال لقب أفضل فنان تشكيلي عربي، رئيس ومؤسس المنتدى العربي للفنون بصنعاء، ومدير بيت الفن بتعز حتى عام 2012 ، وسبق أن شارك أعماله في أكثر من 50 معرضًا جماعيًا منذ عام 2003 ، وعضو لجنة تحكيم في مسابقة رسم نظمتها “أكوال أكسس” واليونسيف عام 2014 ، كما حصل على الميدالية الذهبية من ملتقى بصمات الدولي للفن التشكيلي، وجائزة أفضل عمل تشكيلي في معرض رؤى عربية 2030 ضمن أفضل عشرة أعمال 2019.أجرى موقع عرب 22 هذا الحوار مع الفنان الشاب الصاعد المبدع ردفان المحمدى حول مشواره الفنى بداية من اليمن السعيد وانطلاقاته الفنية من خلال تواجده فى مصر .
فى البداية نود أن نعرف من هو الفنان ردفان المحمدى؟
ردفان أمين المحمدى، فنان تشكيلي يمني، خريج دبلوم فنون جميلة ، المعهد المهني الصناعي، ومن ثم التحقت لدى الفنان الراحل هاشم علي رائد الحركة التشكيلية في اليمن ومن ثم عينت مدير بيت الفن تعز منذ عام 2009 وحتى 2012 وفي العام 2013 ، أسست المنتدى العربي للفنون بصنعاء وشاركت بأكثر من 50 معرضًا جماعيًا محليًا وأكثر من 40 معرضًا دوليًا في كل من الصين، مصر، ليتوانيا، الجزائر، قطر، الأردن، الكويت، إيطاليا، بريطانيا، فرنسا المملكة العربية السعودية . واقمت خمسة معارض فردية في اليمن، كما حصلت على 8 جوائز محلية ودولية أهمها لقب أفضل فنان تشكيلي عربي للعام 2016 ولي مقتنيات في العديد من الأماكن المهمة منها متحف الفن الوطني الصيني.
متى بدأ الفنان ردفان المحمدى الدخول فى عالم الفن التشكيلى ؟ ومن شجعك عليه؟
دخولي للفن كان صدفة أردت أن أدخل قسم أخر في المعهد المهني ولكن كان القسم الوحيد الفنون الجميلة الذي لا يزال بحاجة لعدد من الطلاب وعليه بالفعل دخلت فنون وعلى أمل أنني سأغير من الفنون إلى التخصص الأخر الذي أفكر فيه ولكن ما إن سجلت فنون ودرست أول محاضرتين أحببت ذلك ومن ثم بعد شهر قررت أن أكمل في الفنون، في الحقيقة لم يشجعني أحد على ذلك فقط كانت محاضرة أحد المدرسين في قسم الفنون حفزتني كثيرًا لأواصل في الرسم.
أنت الآن فنان مشهور ومعروف محليًّا وخارج البلاد .. كيف وصلت إلى كل هذه الشهرة؟
أولا تفرغت تفرغًا تامًا للرسم وكنت مخلصًا له، مما جعلني أرسم أعمالا تستحق أن تشاهد وتستحق أن تعرض في أماكن مهمة كذلك لا أنكر أن إدارتي لبيت الفن تعز وتأسيسي للمنتدى العربي للفنون كان نقطة انطلاقة كبيرة لي كما كنت مهتما بالمشاركة بالمعارض والمسابقات المهمة والتي دعمت انتشاري عربيا ومحليا.
مشكلة فهم اللوحة أو غموضها بالنسبة للمشاهد ما دور كل من الفنان والمشاهد فيها؟
هناك اختلافات كثيرة في المتلقى والفنان وهذه الاختلافات هي المحفز الأكبر لخلق هالة من الانسجام بين كل الفنانين وكل المشاهدين فلو كان الفنانين يرسمون باتجاه واحد وكان المشاهدون يحبون هذا الاتجاه الواحد لانتهى الفن في حقبة زمنية قصيرة جدا، ولهذا هناك من يرسم لوحات بسيطة وأكثر فهم وهناك من يرسم لوحات أكثر غموضا، بالتأكيد من يحب الغموض سيفهم وسيقرأ العمل الفني ومن يحب البساطة سيتجه لمشاهدة الأعمال الواقعية وما يشابهها من مدارس كالتأثيرية.
ما هي المدارس التي تأثر بها ردفان المحمدى في مساره الفني؟
أنا متأثر بالواقعية ورسمت كثيرا واقعي وتأثيري في السنوات الأخيرة بعض الأعمال وإن كانت واقعية لكنها تتجه للتشخيصية والتعبيرية والسيريالية، أحب أن يكون للعمل الفنى عمق ورسالة والواقعية ستدهش البسطاء لكنها لن تدهش المفكرين الذين يحبون قراءة اللوحات والتمعن في مفرداتها ورسائلها.
هل حقق الفنان ردفان المحمدى ما كان يتمناه فى الفن التشكيلى؟
أنا حققت الكثير مما كنت أحلم به ومع ذلك ما زالت هناك أمنيات لدى ردفان لكي يحققها سواء على مستوى تطوره في الأسلوب الذي يريد من خلاله أن يكون متميزا ومختلفا عن الأخرين أو من خلال الوصول لعالمية أكبر وشهرة أوسع. وأحلم أيضا بإنشاء مؤسسة ثقافية فنية كبيرة على أعلى مستوى في اليمن لتكون رافدا لإثراء الحركة الفنية في اليمن ومنصة للفنانين الذين يريدون الوصول للعالم.
ماهي الملامح والسمات الخاصة، التي تميز الفن التشكيلي في اليمن وتحدد هويته؟
اختلاف الطبيعة وتفردها بمناخات وأشكال مختلفة ، إذ يرتبط الفنان اليمني بالهوية الوطنية والأرض فأغلب الفنانين ينقلون التراث اليمني والمناظر اليمنية سواء بالنقل الصريح من خلال المدرسة الواقعية أو التأثيرة أو من خلال المدرسة التعبيرية والرمزية وغيرها من المدارس.
ما الشيء الذي يحرك بداخلك حس الفنان لتبدع عبر الريشة والألوان؟
بالتأكيد الفنان هو مرآه لكل ما يحدث في محيطه سيحرك مشاعري الفنية كل شئ ايجابي وسلبي، تحركني الحرب والدماء ودموع الأطفال والثكالى تحركني ابتسامة برئية من طفل بسيط كما تحركني المشاعر الصادقة من أسرتي واصدقائي، يحركني أيضا سحر المنظر وسحر البورتريه أو تجاعيده، تحركني اشياء كثيرة لا استطيع حصرها ولكن ما يجعلني أنفذ كل ذلك هو الاستقرار النفسي والهدوء التام وإذا كان هناك ضجيج لن يكون إلا سماع الموسيقى والتي تلهمني أكثر للابداع.
هل هناك خط أساسي يربط بين مختلف مضامين لوحاتك؟
بالتأكيد في بعض لوحاتي هناك قصة تربط بينهما لكن الأعمال التي تتصف بنقل الطبيعة كما هي فالرابط بينهما هو العجينة اللونية فقط مما يجعل أي مشاهد يشاهد أعمالي دون أن يرى توقيعي سيقول إن هذا العمل يعود للفنان ردفان أمين المحمدي.
ما هي مشاركتك في هذا الميدان على مستوى الفن التشكيلي في اليمن ؟
ليس غرورا إن قلت أنني قدمت الكثير للحركة التشكيلية في اليمن وما قمت به هو جزء بسيط مما أقامه الكثير من الفنانين الكبار السابقين ونحن نحذو حذوهم. منها انشاء المنتدى العربي للفنون بصنعاء يعد عاملا مهما في تحريك المياه الراكدة في الفن ومن خلاله نسقت للكثير من الفعاليات داخل اليمن وخارجها خصوصا مصر، كذلك فوزي بالكثير من الجوائز الدولية هو انتصار للحركة التشكيلية اليمنية بالإضافة إلى أن احدى لوحاتي يقتنيها متحف الفن الوطني الصيني يعد من أكبر المتاحف العالمية وأشهرها هو تقديرا للحركة التشكيلية اليمنية أيضا .
كيف تقيّم الحركة الفنية التشكيلية في اليمن ؟
الحركة الفنية في اليمن تزداد تألقا كل يوم وأنا أسمع عن فنانين جدد شباب وأعمالهم غاية في الروعة والابداع. كذلك افتتاح الكثير من المعارض برغم الحرب؛ أنا أثق تماما أن الحروب تصنع شيئين؛ تصنع الموت وتولد أفرادا يصنعون الحياة من خلال الفن، وسيتنتصر الفن ليعود السلام.
ما هى مشاريعك القادمة فى عالم الفن التشكيلى؟
استعد في نهاية أغسطس من هذا العام للمشاركة في بينالي بكين الثامن الدولي للفنون وسيشارك معي من اليمن فنانتان أيضا كذلك أخطط لعمل معرض شخصي وبقدر المستطاع أحاول أن اجتهد في انتاج بعض الأعمال بوقت أقل .
أخيرا كلمة لمحبى الفن التشكيلى فى الوطن العربى.
دائمًا ما أكرر نصيحتي وإن كانت النصيحة عادية جدا وبسيطة لكنها ستكون فارقة في حياة المحبطين من الفنانين وهي الاتكالية في ابراز وجود الفنان نفسه على الساحة الفنية هي سيئة للغاية وعامل محبط كن إيجابيا وعرف نفسك وفنك، الإعلام دوره مهم في ذلك ووسائل التواصل الاجتماعي متاحة للجميع من خلالها برز الكثير لا تستهين بهم, قبل هذا كله قدم عملا فنيًا يستحق واصنع أسلوبك الخاص الذي يميزك عن غيرك.